ربِّ كُن لي ..
كيفَ أُغلي
نَفْسَ مَن يَغلي مِنَ الحُزنِ
على قاتِلِ أهلي ؟!
كَيفَ أُعلي
رأسَ مَن يَخفِضُ رأسي
للّذي يُزمِعُ قَتْلي ؟!
ها أنا مِن مَطلَعِ العُمرِ
أَزُفُّ الشَّمسَ يوميّاً
لِمَن يُطفِئُها كُرهاً لِظِلّي !
وَعلى رَغمِ الأذى
أَبسُطُ عُذري دُونَهُ دَرءاً لِعَذْلي
وأُداري ذَنْبَهُ بالجَهلِ
حتّى لَمْ تؤكّدْ دَورةُ الأيّامِ
إلاّ فَرْطَ جَهْلي .
يا لِبلوايَ بِنُبلي !
بِدَمي غارَ دَمي .. وانهَدَّ حَيْلي
وإذا سُؤلي مِنَ الآمالِ
أرتالٌ مِنَ الأنذالِ
يَنهالونَ بالأوحالِ
مِن فَوقي وَمِن تَحتي وَحَوْلي .
فإلى أينَ أُوَلّي ؟
رَبِّ كُن لي
واكْفِني شَرَّ الغَباءاتِ
التي فَوقَ المَباءاتِ تُصَلّي !
واشْفِ غِلّي
مِن عَبيدٍ
صَلصَلَتْ أغلالُهُم حُزناً وغَيظاً
لاِبتسامي عِندَما حَطَّمتُ غُلّي !
رَبِّ وارزُقْهُم بِطاغٍ مِثْلِهِ
واكتُبْ لَهُم في ظِلِّهِ
عَيْشَ الرِّضا والأمْنِ مِثْلي !
**
سَوفَ أمضي لِغَدي وَحْدي
وعِنْدي
مِن ضَميري كُلُّ أوطاني وأهلي .
أَنَا لَم أَجْنِ مِنَ القُطعانِ
إلاّ ذِكرياتٍ
لِنُدوبٍ زَحَمَتْ قلبي وعَقلي .
ونَصيبي مِن ثَرى الأوطانِ
ما كانَ سِوى بَعضِ غُبارٍ
ثارَ في خَفْقِ الخُطى يَومَ فِراري
وَتَهاوى مُرغَماً مِن فَوقِ نَعْلي !
أحمد مطر
* عن جريدة (الراية) القطرية
يوم السبت 3 -3 -2007
[center]